مثلما يرث الأفراد عن آبائهم وأجدادهم بعض الخصائص والصفات التي تبقى ملازمة لشخصيتهم مدى حياتهم , فإنّ الأمم هي الأخرى ترث عن الأمم التي سبقتها الصفات والخصائص التي تميزّ هذه الأمة عن تلك .
وبالإمكان التأكّد من هذه المعادلة من خلال إستقراء راهن أمة ما من الأمم و مقارنة هذا الواقع بماضي هذه الأمة ومميزات بيئتها ورجالاتها وفكرها وثقافتها وشعرها في الوقت الذي إنعدم وهو الماضي والوقت الراهن الذي تؤدّي فيه هذه الأمة دورها .
حينما يجثم ليل الهزيمة على النفوس بكلاكله الثقيلة,وترسف الأكف في أغلال الذل وسلاسل الاستعباد يتلفت الناس يمينا وشمالا باحثين عن بصيص من أمل يعيد إلى العزائم المتراخية ثقتها ويبعث في ركام اليأس الأسود ومضة من تفاؤل وبريقا من كرامة بعد أن كاد الرماد أن يطويهما إلى غير رجعة .إن تضحيات الأبطال وقوافل الشهداء تمثل بلا ريب رصيد الأمة من العز والفخار,ويزيد هذا الرصيد نفاسة وقيمة حينما تأتي تلك التضحيات في زمن الذل والانكسار ,لأنها لا تقاس حينئذ بما تحققه على الأرض من مكاسب وانتصارات ولكن بقدر ما تحييه في النفوس الواهنة المستكينة من قيم الجهاد والكفاح ومعاني البذل والفداء!.
لطالما كانت المرأة ضحية التفسيرات الدينية المبنية على قاعدة قيمية ثقافية اساسها منطق ومفاهيم القبيلة والعشيرة بإعتبارها الاشكال الاولية للتنظيم الاجتماعي الضابط، والقوة والضعف الذي اساسه بدائية الانسان والتي اسست على قاعدة شريعة الغاب، حيث البقاء والسلطة والسيادة للاقوى، وفيه يتم اخضاع المرأة كونها (مخلوق ضعيف) لمنظومة متشابكة تخدم وتكرس مصالح هذا (الاقوى).
وهكذا بنيت ثقافة الرجل باعتباره الاقوى على قاعدة شريعة الغاب.
والحديث عن المرأة في العراق اليوم يقتضي تشخيص ان غياب الدور المؤثر للأحزاب والحركات السياسية والفكرية ومؤسسات المجتمع المدني ونتيجة لممارسات النظام السابق، سبب كبير بل رئيسي في حالة التأزم الكبيرة التي هي عليها الآن.
يطيب لي أيها القارئ العزيز أن ألتقي معك في المقالة الرابعة التي نتعرف فيها على نماذج حية لأناس اختاروا لأنفسهم طريق الإبداع والعطاء والبذل ، في زمن يحاول البعض صبغه بالقيم الفردية والأنانية بحجة بناء الدولة المدنية تارة أو اللحاق بركب الغرب تارة أخرى أو بناء الاقتصاد الحر تارةً ثالثة ، وهم في دعاواهم الباطلة هذه إنما ينقضون حقيقة أن الحضارة والتقدم لا يتحققان إلا بالتكافل والتعاون وغيرها من الفضائل الحميدة ، وهو ما لخصه الشاعر العربي بقوله :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهذه أخي القارئ باقة جديدة من سلسة المبدعين التي أقدمها إهداءً بسيطاً لكل مبدع يعمل من أجل بناء مستقبل مشرق لوطني الإسلامي الكبير :
تعرضت مدينة نابلس العريقة بتاريخها وتراثها ، وهي من كبرى المدن الفلسطينية ، منذ نيسان عام 2001 ، وحتى هذه الأيام الى سلسلة اجتياحات عسكرية اسرائيلية خلفت دمارا واسعا في منشآت هذه المدينة الحديثة والقديمة وتحديدا تلك المعالم التاريخية والتراثية التي أكسبت نابلس مساحة من التميز والفرادة كونها كانت ولا تزال قيمة على تراث تاريخي كنعاني يوناني روماني بيزنطي اسلامي وبخاصة مملوكي وعثماني – وتجدر الاشارة هنا الى بعض من قصورها ودواوينها ودورها الأثرية ومساجدها ومدارسها وحاراتها ومصابنها وخاناتها - .
مؤتمر الجمعية الفلسفية وبالتعاون مع معهد بحثي سويدي نورت سماء مصر بقمر اسمه " نصر حامد أبو زيد " ، ورغم أن سيادته غادر مصر كنهاية لفضيحة ضخمة بدأت أكاديمية وحولها دراويش العلمانية إلى معركة سياسية تباكوا فيها ولطموا الخدود على هذا المفكر الكبير الذي لم يرتكب من خطأ سوى الردة عن الإسلام وتزييف المعلومات التاريخية في بحث علمي تقدم به إلى جامعة القاهرة للترقية ، وهي كما يرى القارئ الكريم " هنات هينات " على طريقة مؤرخي العصر المملوكي . المصيبة أن من دعوا نصر لم يكفهم ما في دعوته من إساءة حتى للعلم نفسه فراحوا يغدقون عليه من الثناء ما يثير الدهشة ، وربما الريبة !! .