أيها الفلسطينيون الممتحنون بالسلب والصبر والدم والصمت والكساح العربيين , عذرا ألف عذر , لأننا تركناكم وحدكم هناك في ساحات الشرف وانسحبنا من المعركة , عذرا لأن إخوانكم في مقاطعات هذه الأمة الثلاثة والعشرين فُجعوا في كرامتهم وأوكلوا إليكم وحدكم مهمة الدفاع عن وجودهم.
عفوا لأنكم تجاهدون في معركة الحق ونحن نغرق في الفتن , ولأنكم صامدون في ساحات النور والضياء ونحن نختنق بالعفن , عفوا لانكم وحدكم المنافحون عن التاريخ والمستقبل ونحن في تمزقنا ودعواتنا الطائفية والانفصالية والخوارجية نتخبط كالحمقى ونلقي بأنفسنا الى موت ٍ ذليل ٍ
أيتطلب الأمر ان نتحدث ابتداء عن دور النشء في بناء الامم والاوطان، وان نشيد ونطنطن بقيمة هذه الثروة البشرية الثمينة وضرورة الحفاظ عليها من الضياع والتبديد؟ اعتقد انني سأتجاوز تلك المقدمة الطللية التي تثير الشجون وتستمطر الدموع حين نتفحص الواقع الفعلي لمؤسساتنا الرسمية وشبه الرسمية في بناء الهوية وغرس خصوصية الانتماء لدى أبنائنا الناشئة، وهو واقع مأسوي يتناقض مع تلك المقدمات النظرية المعزولة عن ميدان التطبيق لتبقى الى الأبد حبرا على ورق!
إن مفهوم مجتمع المعلومات هو مفهوم ناشئ ومتطور، تعمل على تحقيقه جميع المجتمعات، ويتعلم كل مجتمع من المجتمعات الأخرى في هذه العملية. وقد وصل مجتمع المعلومات الآن إلى مستويات مختلفة من التطور عبر مناطق العالم وأقطاره.
و لا مناص من أن تدرك الدولة الحاجة إلى تهيئة فرص متساوية تتيح النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها،و تأخذ على عاتقها الالتزام بالعمل على التغلب على الفجوة الرقمية التي تتمثل في الاختلافات الموجودة بين بلادنا و الدول الأخرى وفي داخلها بين الفئات الاجتماعية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي التعليم والصحة والنفاذ إلى المعرفة، والتي تعتبر عاملاً من عوامل هذه الاختلافات.
حوار الحضارات، أضحى الآن ضرورة قصوى لمعرفة الآخر ولتأكيد الحق في الاختلاف، في عالم يتميز بالتنوع الثقافي والتعدد الحضاري وبعرف ثورة اتصالية لم يسبق لها نظير من شأنها خدمة المقولة القائلة ن الحضارة الإنسانية مؤسسة على شراكة معرفية ومهمة تكريس التواصل وتعزيز الحوار يتحملها بالدرجة الأولى صانعو القرار والنخب الفكرية والثقافية والمتحكمون في وسائل الإعلام.
هناك شرخ رقمي بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة في مجال التجهيز واستخدام تكنولوجيا الإعلام والمعلوميات . إنها هوة لن ولم تكف عن الاتساع ، ما دامت الدول الفقيرة لازالت سائرة نحو تراكم شروط التأخر والتخل عن الركب.
فلازال أكثر من 91 % من مستعملي الأنترنيت يقيمون بالبلدان المتقدمة ، علما أن هذه البلدان لا تحتضن إلا 19 % من ساكنة العالم .
صاحب نظرية "الصدمة" السيد "دونالد رامسفيلد" وزير الحرب الأمريكي التي أبدعها كإستراتيجية لإرباك الجيش العراقي وإلحاق الهزيمة النفسية به ،تكون ممهدة للاستسلام ورفع الراية البيضاء أمام الكوبوي الأمريكي، هي نفسها التي يطبقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تجاه خصومه هذه الأيام..فممارسة الفعل السياسي بإطلاق مجموعة من الصدمات القوية التي تشل القوى النفسية وحتى الملكات العقلية هي التي جعلت الكثير من الناس-بما فيهم الغاضبين عليه-يعتبرون الاستحقاق القادم محسوما لصالح الرئيس.