برد استكهولم وتراكم الثلوج في بعض جنباتها لم يخف جمالها المعماري ولا أناقتها الحضارية البارزة ولانظافة شوارعها وهي التي تتكيء على عدد من البحيرات تتعايش مع ضبابها وسككها الحديدية وشوارعها القديمة والتي سبقت أوربة في حداثتها وان كانت اليوم قد تخلفت عنها في تحديثها , فالسويد كما حدثنا أهل السويد من أهلنا هي دولة صامتة لم تدخل الحرب العالمية الثانية ولكنها استفادت منها ببيع الأسلحة والعتاد والعتد الى كل الأطراف المتحاربة , فلم تدمر مدنيتها بل انتفخت خزائنها بأموال هائلة جعلتها أكثر دول العالم تقدما وحضارة , ولاأقول أغنى دول العالم فكلنا يعرف كم من دولةٍ غنية ٍ أموالها حكر على بعض الجيوب وأرضها وشعوبها ترزح تحت نير التخلف والشرذمة وسفاسف وقشور الثقافات المستوردة!
الكتاب كالنحلة التي تنقل غبار الطلع من زهرة إلى زهرة ومن نبتة إلى نبتة وكذلك الكتاب ينقل المعرفة والأفكار من عقل إلى آخر.
إن تعليم القراءة كان ولا يزال الهاجس الأكبر الذي يؤرق الأهل والقائمين على شوؤن التربية والتعليم. تزخر المكتبات والجامعات بالكثير من النظريات والأبحاث التي تصب الجهود على القراءة وكيف نعلمها أو نتعلمها. ولكن خلاصة هذه الأبحاث في مجالات التعليم والتطور المعرفي تظهر أهمية المهارات التالية عند تعلم أو تعليم القراءة السليمة للأطفال:
فرنسا الإستدمارية ..لم ينه وجودها العسكري في الجزائر ..سوى إيمان الأمة الجزائرية المطلق ..بأن قضية الاستقلال ..قضية كبرى يجب الالتفاف حولها..ومدها بالقوة..وبكل ما هو نفيس..وسقيها بالدماء .فبريق الحرية الساحر .. غداة تفجير الثورة التحريرية المظفرة ..شكل من الجزائريين على اختلاف مستوياتهم الثقافية..ومشاربهم المفاهيمية لحمة واحدة ..بحركها الشعور القوي..بأن قيد الاستعمار لابد أن ينكسر .. وللأبد ..ولابد من الولوج إلى التاريخ من بابه الواسع .لقد كانت قضية الاستقلال من كبرى القضايا على الإطلاق .. وضعتها الأمة نصب أعينها..مند انكسار السيادة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط..في معركة "نافرين" الشهيرة ..وتحطيم الأسطول الجزائري آنذاك ..
عندما فكرنا في فتح هذا الموضوع البالغ الأهمية والحساسية، كنا نعتقد سلفا أنه سيثير ردود أفعال متباينة وتشنجات عاطفية، وقد يحرك عصبيات ضيقة، لكن نؤكد ونسجل صراحة أن المقصد من ذلك ليس تحريكا للجرح الذي لم يندمل بعد، أو إستثارة للاوجاع من خلال إصدار أحكام وتوجيه إتهامات هنا وهناك، وإنما هو إستشراف لمستقبل افضل يمر عبر ممارسة نقدية ذاتية صارمة، واعتراف شجاع بالأخطاء والعثرات لفتح عيون وعقول الأجيال التي مازالت تحت وقع الصدمة، وما فتئت تتخبط في متاهات الحيرة تتلمس طريق الخروج وتبحث عن نور جديد يبدد عنها هذا الظلام الحالك، ويزيل عنها حالة الإرتباك والذهول، ويضع اقدامها على طريق الإقلاع الراشد.
عندما وصلنا استكهولم ليلة عيد الميلاد كانت الثلوج تغطي المدينة والصمت يلفها كعادة الأوربيين في هذه الليلة العظيمة عندهم , والتي يكون الاحتفال فيها دينيا تقليدا عائليا ,وذلك على الرغم من المفاجأة التي صدمتنا في الاختلاف بين طريقة احتفال القوم في السويد عنها عند قومنا في اسبانية, نزلنا الفندق الذي أعدته الرابطة الاسلامية في السويد لضيوف مؤتمرها الرابع والعشرين , وبتنا بانتظار بدء فعاليات ذلك المؤتمر الذي كان واحدا من أهم وأنجح المؤتمرات التي حضرتها.
ها أنا ألتقي معك أيها القارئ العزيز في المقال الثالث من سلسلة مقالات تطرقت فيها لنماذج من المبدعين وصور من إبداعاتهم ، وقد اشترك هؤلاء في عدة صفات أهمها كونهم شخصيات معاصرة تنتمي للأمة الإسلاميـة التي تنبـأ لها رسولنـا صلى الله عليه وسلم بدوام الخير حيـن قـال : ( مثل أمتي مثل المطر ، لا يدري أوله خيرٌ أم آخره ) حديث مرفوع رواه أحمد والترمذي والطبراني وقال د.يوسف القرضاوي في شرحه : ( أي كما أن لكل نوبة من نوبات المطر فائدتها في النماء ، كذلك كل جيل من أجيال الأمة له خاصية توجب خيرته ) .