إن المجتمع المدني مفهوم قديم جدًا، وقد وفر لمدة طويلة المنطلقات المرجعية لتقويم مقولات الفكر السياسي المركزية، لكن البيئة السياسية المقيدة المحتضنة للعمل المعاصر ظلت، ولأمد ليس بالقصير، تحجب العديد من الدروس والعبر، التي بإمكاننا الاستفادة منها في تجاربنا الجمعية. ولكون المقدمات الأولى للمجتمع المدني لم تُسبر بما يكفي من حيث أشكالها القديمة، فإن المجتمع المدني غالبًا ما يعرض بصيغة واهية وغامضة لا تخضع للتنظيرالموضوعي. إن محمولات هذا المفهوم أوسع وذات امتدادات شاسعة. وبإمكان العرض المفصل لتراث الماضي المساعدة على تقويم وتفادي انزلاقات الفرضيات المعاصرة المرتبطة بالإمكانات الديمقراطية التي ينطوي عليها مفهوم المجتمع المدني في شتى تمظهراته. لقد اكتسب مفهوم "المجتمع المدني" عمومًا مدلولات جديدة مع تطور بِنى الدولة الحديثة، والتحولات المتسارعة في النظام الدولي، والتأثيرات المتلاحقة لتيار العولمة الجارف في شتى تجلياتها، والثورة الهائلة في الاتصالات، والتدفق المتجدد لنظم المعلومات. حيث إنه ما فتئ يلاحظ عودة المفهوم في العصر الحديث إلى الصعود مرة أخرى خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين في مرحلة انتقالية ساهمت في تشكيل الوضع العالمي الجديد وأدت إلى سوء استخدام المفهوم وإلى دخوله في متاهات ومعارك فكرية لفرق متعارضة من المفكرين، والأكاديميين، والباحثين، وصناع القرار؛ إذ ذهب بعضهم إلى أن المفهوم لا يظهر إلا حيثما وجد اقتصاد السوق وتوفرت ضمانات للملكية الخاصة، في حين ذهب البعض الآخر إلى القول بأن استخدام المفهوم بهذا الشكل الجزافي يفقده الكثير
أصابتني الدهشة اليوم وأنا أطالع الأخبار صباحًا... ولم تكن هذه المرة نتيجة لخبر انفجار هنا أو نحر مجموعة جديدة من البشر هناك... وإنما كان سببها أن العالم اليوم أصبح يضم 1826 مليارديرًا بزيادة قدرها 181 مليارديرًا عن العام السابق فقط، على رأسهم بيل غيتس مؤسس ميكروسوفت بثروة مقدارها 79 مليار دولار، ومن بينهم مارك زوكربيرج مؤسس فيس بوك بثروة مقدارها 34 مليار دولار، بحسب البي بي سي.
يا الله! ماذا لو وُجه جزء يسير من هذه الثروات الضخمة لحل مشاكل العالم التي تئن منها الشعوب والتي على رأسها مشكلة الفقر؟
ولماذا على رأسها مشكلة الفقر؟
لأن الفقر يا عزيزي يؤدي بدوره إلى الجوع، والجوع بحسب برنامج الأغذية العالمي ضحاياه يفوقون أعداد ضحايا ثلاثة أمراض مجتمعة، هي الإيدز والسل والملاريا.
ماذا لو وُجدت رابطة خيرية بين هؤلاء المليارديرات لإنقاذ هذه الملايين من البشر التي تتضور جوعًا والتي تبيت الليالي الطوال خاوية البطون؟ وبالتأكيد من بينهم الأم المرضع، والطفل الضعيف، والمسنّ الهرِم، والمعوق العاجز.
ماذا لو فكر المسلمون الموجودون في قائمة أولئك المليارديرات في التخفيف من هذه المعاناة؟ ماذا وماذا وماذا؟
لأننا عرب تقبلنا هذا الدين وكلفنا به وسفكت دمائنا من أجله ،لهذا نجد الجاحدين لحقوقنا يجعلون من القومية العربية باب من أبواب العنصرية إلى أن نتهم بالكفر ،ولا يفرق الأعجمي الذي يحسدنا على هذه الدماء النقية بين العربي الذي كان في الجزيرة العربية بين البادية والحضر الذي تحول داعية الى هذا الدين ويرميه بالتخلف ونسى بأننا أصحاب الرسالة الألهية وهذا في قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7))الآية 7 سورة الشورى تلك القبائل المتناحرة في الجاهلية يبعث فيها نبي عربي لا يجيد القراءة ولا الكتابة ، ولا تمر ثلاث وعشرون سنة حتى تتشكل دولة أسلامية لم يعرف التاريخ مثيل لها ،تلك السنوات التي لم يختلط فيها الدم العربي بالأعاجم كانت سنوات النقاء بين العرب ، وكانت شمس الحكمة تجعلهم أبطالا وملوك وأمراء لم يكن في تلك الحقبة داعي لتفسير القرآن فالكل يفهمه بالسليقة ،لكن الأعاجم من الفرس تطاولوا على العروبة يقول محمد عمارة في كتابه الإسلام والعروبة (فالشريعة الإسلامية ، التي نزل بها وحي الله ،فقد نزلت على محمد بن عبد الله : العربي ....معجزة هذا الدين وآيته الكبرى ،وهي القرآن الكريم جاءت بلسان عربي مبين .....بل وعلى محو من البلاغة والإعجاز جعل محاكاتها مستعصية على بلغاء العرب ،على مر التاريخ كما جعل فهمها ووعيها وفقهها مستعصيا بأية لغة أخرى غير العربية ،فإذا كانت ترجمة معاني القرآن مجدية في فهم بعض هذه المعاني ،فان ترجمة نصه إلى أية لغة أخرى يشوه هذا النص ويذهب بما لألفاظه من معان ودلالات وإيحاءات )1 ويعرف
كلنا قرأنا كتاب نيتشه عندما أراد أن يستبدل الإنجيل وقتل الإله الباطل الذي في صفحاته، مع احترامي لكل مسيحي يعتقد بالثالوث، مع احترامي لمعتقد المؤمنيين، فأنا لا أحمل أية ضغينة للمعتقدين بوجود إله؛ لكن لم أعرف بأن المسيحيين الأوربيين قتلوا المسيح كذلك في 1095 عندما نادى البابا أربان الثاني بإنقاذ بيت المقدس، من المسلمين هل كانت هناك جماعات إسلامية مقاتلة؟ بالطبع لا. وهل في الإنجيل ما يوحي بأن القدس مقدَّسة عندهم؟ بالطبع لا. لكن الحروب الصليبة انتهت لكن للاسف عقلية الرجل الأبيض لم تتغير، فهاهو يعيد الفعلة الأولى ليسيء لنبي المسلمين، هذه الشخصية التي عاشت بالفعل ولم تشوَّه مثلما شوِّهت شخصية المسيح، فأنا عندما كنتُ ذلك الشاب الثانوي بحثتُ عن المسيحية ككل مسلم يقرأ الكتب حاولتُ فهم المقدَّس، وهل يعبد هؤلاء الأوروبيون الله الذي كنت أحبه من خلال نصوص الأحاديث النبوية؟ قرأت الإنجيل رغم أنه كان ممنوعًا في بلدي إلا أن المبشرين كانوا يبعثونه عبر البريد، وحتى رجال الدين ـ لاحترامهم للاخر المسيحي ـ لم يكونوا يحرقونه بل كانوا فقط يصادرونه؛ لم يلفت انتباهي إلا جملةٌ في كل الإنجيل، وهي: (عندما
في مقالة لجي. بي. بيرس بعنوان (العلم والأدب) اشتكى في مجلة (العلم) (عدد 20 نيسان عام 1951م) أن قلة جدًا من قصص الخيال العلمي المعاصر تحتوي فعليّا على أفكار علمية. وقد اعتبر بيرس أنّ المسؤول عن هذا العجز هو سياسة جون كامبيل في التحرير في مجلة (الخيال العلمي المذهل بشدة) في نشر الخيال، الذي كان همه الرئيس هو البحث في تأثيرات الاكتشافات المحتملة على المجتمع والأفراد البشريين، وادعى أنها "خدمت كمبرر للتدهور المستفحل للب التقني والعلمي الواقعي في كثير من الخيال العلمي".
ربما يعتقد العرب الناقمون على الوضع العالمي ،أن الولايات المتحدة USA لن تمتلك مستقبل سكان المعمورة في الخمسين سنة القادمة وأنها سيدة العالم إلى حين ظهور قوى عالمية جديدة، لكن الحقيقة أن الولايات المتحدة تملك المستقبل وتملكه بكل واقعية وهي تتمسك بهذا الحق بكل قوة. وهذه الهيمنة لا يهددها أي خطر محتمل حتى لو اتحدت كل دول العالم وشنت حربا عليها، وحتى لو نشبت حرب أو عدة حروب أهلية على أراضيها بين الولايات أو الجبهات الأمريكية، فالولايات المتحدة تبقى ودول العالم تزول وهذا بسبب أنها تملك أكبر قوة نووية تفجيرية في العالم.
ترق الدنيا الى أي غاية سموت إليها فالمنايا وراءها
ومن كلفته النفس فوق كفائها فما ينقضي حتى الممات عناؤها
ـأبو العتاهية –
قول ج.لويس ديكنسون:"العدالة قوة، وإذا لم تستطع أن تخلق شيئاً؛ فإنها تستطيع على الأقل أن تدمر، ومن ثم فإن السؤال الذي يواجه المستقبل ليس هو السؤال هل ستنشب ثورة؟ وإنما هل ستكون هذه الثورة نعمة أم نقمة". يحاول رجال الدولة الوطنية أن يزرعوا فينا الاعتقاد بالديمومة للوضع الراهن، وهم مخلصون لنا في عملهم من أجل حماية الأرض،ثم يتمسكون بمبدإ السيادة على وحدة الأرض التي يشترون الأسلحة من أجلها. لكن الحقيقة أن قيام دولة جديدة ليس بالعيب الذي تراه الدولة الوطنية خطرا عليها؛ بل بالعكس فنحن لا ننكر أن التاريخ يقدم لنا بعض الشرعية في حكمهم لنا؛ لكنه لن يكون أساس الحكم، ولقد حاول الكثير من الرجال والنساء طرح قضية الوحدة العربية للعالم العربي وقدموا أرواحهم في سبيل ذلك باسم الإسلام وباسم القومية العربية، ويرى المثقفون أن ظهور دول جديدة في الجغرافيا العربية الأفروسيوية هو تفكيك للوطن الذي لا نستطيع تعريفه التعريف اليقيني الذي يجعلنا نشعر بالارتياح له؛ فالحكومات الوطنية تحاول أن تجعل لها تاريخا خاصا وبأحداث عرضية غير مهمة في التاريخ العربي الحقيقي، و قد تكون هذه الأحداث تتعلق بانقلاب عسكري بسيط يتحول إلى عيد وطني تحت مسمى الثورة، ومناسبة تاريخية تخدع الشعب المغلوب على أمره، وفي حقيقة الأمر هذا الانقلاب هو مثل حادث سير في الطريق لن يغير في التاريخ قيد أنملة، ونحن نعلم أن خرائطنا الجغرافية رسمها الرجل الأبيض الذي قسمها مثلما كانت المصلحة الاستعمارية بين الدول الأوربية، ثم تشكلت الصراعات بعد استقلال معظم الدول العربية وظهور الدول الوطنية، والغريب في الأمر أن رجال الحكومات الوطنية لازالوا يرجعون إلى الأرشيف الأوربي في حماية هذه الأراضي، ومنهم من يقدم البترول رشوة من أجل اعتراف الرجل الأبيض بحدودهم الأرضية (البترول مقابل المشروعية).
الصفحة 4 من 40