في 21 مارس من كل عام نجد كثيراً من شباب وبنات المسلمين يقومون بمراسيم الاحتفال بما يسمى بــــــ (عيد الأم)، ظناً منهم أن ذلك فعلٌ يؤجرون عليه؛ لأن بر الوالدين من أفضل الأعمال عند الله تعالى، فيُحضر الشاب أو البنت لأمهاتهم الهدايا والورود والشموع والحلوى وغير ذلك، وربما يقومون بترتيب حفل عيد ميلاد، وتعلو وجوههم البهجة والسرور، وقلوبهم حسنة النية رغبة في الإحسان إلى أمهم التي أوصى الله تعالى بالإحسان إليها وللأب، فقال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً " (الإسراء:23).
من الواضح أن تنظيمات المجتمع المدني لا يمكن أن تكون فاعلة في سياق عملية الإنتقال الديمقراطي؛ إلا في ظل بنية ثقافية تقوم على ترسيخ قيم ومبادئ الممارسة الديمقراطية. فمن أبرز أسس تطويـر المجتمع المدني وبعث الريادة والفعالية في نشاطاته نشر قيم المشاركة والمواطنة والانتماء في المجتمع. وفي هذا السياق تبرز أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به المؤسسات الثقافية داخل السياقات المجتمعية المختلفة. إن نشر ثقافة المشاركة تمثل في واقع الأمر أهم الركائز المساهمة في بناء الديمقراطيـة، ليس فقط في المجالات العامة؛ بل أيضا داخل الأسرة والمدرسة، والنقابة والحزب ومجمل الأنماط السائدة والتنظيمات المترامية الأطراف.
إن التصور الأسلم لما ينبغي أن تكون عليه علاقات المسلمين مع غيرهم من أبناء إنسانيتهم المواطنين، من النصارى واليهود، أو غيرهم من أهل الملل الأخرى؛ مغاير تماما لما هو عليه واقع الدول العربية والإسلامية في الوقت المعاصر، فالواقع شيء والتصور الأمثل لهذه العلاقات شيء آخر، والعمل على تنزيل هذا التصور الراقي في التعامل مع المختلفين يحتاج إلى استيعاب هذه الرؤية ومحاولة فهمها، وفهم مقاصدها الدينية وأبعادها الوطنية؛ والتي من شأنها أن تسهم في الحد من الاستقطابات العنصرية سواء أكانت دينية أم سياسية أم عرقية؛ في كثير من الدول التي تكثر فيها الأقليات الدينية المختلفة.
اللحظة "المدنية" ووفق سياق تاريخي متطور، هي لحظة بناء سلطة " مضادة " سلطة ثائرة. فمؤسسات المجتمع المدني وبحكم غاياتها النبيلة والهادفة، تلف في طياتها ومند غابر الأزمان، عناصر إيجابية، تجعلها بحق، حاملة لواء التغيير ومشعل التطوير، وتمكنها من الرفع من عوامل نجاح التفكير الجمعي والتدبير الجماعي للمشاكل المطروحة، كل ذلك في إطار رؤية موحدة لكل فئات الشعب ولكل الفضاءات الإجتماعية التي يمثلها.
مرارة الوداع لا يلطفها إلا أمل اللقاء، ثم جود الأيام بنعمة النسيان. تفارق أحدًا في بلدتك أسابيعًا وربما أشهرًا ولا تحس ألمًا كالذي تحسه عند وداع مسافر.
الفرق بين الحالين هو أنك تودع المسافر وتعيش آخر لحظة معه وتعلم بغيبته بينما لا تودع ساكن بلدتك فلا تحس بفراقه مهما طال! كأن البعد يهوّله أو يهوّنه مقدار الشعور واستحضاره وليس مقدار المسافة والزمن. وإذا أحس المرء عند موت عزيز له إحساسه عند توديع مسافر إلى مكان أفضل وإلى رفيق أفضل، أو لنقل بتعبير أقرب لنفوسنا الضعيفة: إذا حاول الانسان واستطاع تخيل ذلك، أفلا يكون أهدأ حالا مما سيكون بشعور كآبة قد تكون مزمنة؟
لم أكن ألقي بالاً لذلك المدعو "مالك بارودي" لا لشخصه ولا لما يكتب، رغم أنه أحد كتاب الحوار المتمدن الذي أكتب فيه أيضًا؛ فمنذ أن طالعت عناوين مقالاته ثم مروري على سطورها سريعًا، وأنا أحسه واحدًا من صبيان الإلحاد، تفارق أفكاره العلمية؛ كما يفارق حواره التمدن؛ فما يخرج منه سوي قيح الحقد، وفحيح غضب مُر يخص به الإسلام وحده، وكأنه مأجور على هذا..مدفوع له الأجر، ولاينتظر الأجر من الله الذي لايعتقد بوجوده.
الصفحة 55 من 433