منذ سنة كتبت كتابًا بعنوان (الجدار الأخير). كنت أحاول كسر عقدة الخوف من التفكير في المجتمعات العربية، فكانت حرية التعبير تدفعني للكتابة والتعبير عن أفكاري وإيصالها لكل الناس لعلني أغير فكرة أو أضيف فكرة. وكانت تجربة ممتعة ورائعة، بحثت، قرأت الكثير من الكتب. ولألخص أفكارًا مع أفكار الآخرين أكتشف أنهم كانوا أكثر جرأة مني؛ فكتاب ألف ليلة وليلة كان يستهويني، كنت أحب شهرزاد وأعشقها وأعتبرها بطلتي، ثم قلت ألم تنتفخ أيادي الخطاطين من كتابته؟ وكيف كان لهذا الكاتب أن يكتب كل هذه القصص الغريبة والمختلفة؟ كنت أفتخر أنه مكتوب باللغة العربية الأصلية، فالترجمات الغربية للأسف مختلفة عن النص الأصلي، ويمكنك شراء أي نسخة بالفرنسية وستكتشف أنها مختلفة عن الأصل. لم يتمكن المترجمون من ترجمة الأبيات الشعرية التي لا يستطيع الغربي الإحساس بها. فأقدم ترجمة إنجليزية ترجع إلى سنة 1706، يعني لم يستمتع الغرب بقصصها إلا في القرن الثامن عشر. والعجيب أن الأدب الإنجليزي لم يكن ينقصه إلا الخيال الذي حاول وليام شكسبير تحريكه لكنه لم يستطع أن يصل إلى مستوى كتابة ألف ليلة وليلة، ولو تمكن شكسبير من قراءة هذا الكتاب الذي سمي بالليالي العربية لتغير المسرح الذي كان يقدمه شكسبير.
إن ما تعرفه الحركة الجمعوية في الوقت الراهن من دينامية وتطور، يفرض تبني سياقات معرفية جديدة، قادرة على الإجابة التنظيمية المتعلقة بالإشكاليات التي أصبحت تطفو على السطح، وتؤثر إيجابًا وسلبًا على الممارسة الجمعوية، ومن أبرزها: تلك المرتبطة بمسارات تداول المعلومات والقرارات وكيفية إشراك الجميع في عمل أي هيكل جمعوي قائم. علاوة على ذلك، مشكل التوثيق الذي يعتبر الداعم الأساسي، لتلك المعلومات والقرارات والسند الرئيسي لتراكم التجارب على مستوى الجمعيات. إن ذلك يحتم ضرورة الاستناد على نظام جديد لتسيير المعلومات والقرارات، مع كل ما تحمله في طياته كلمة (نظام) من دلالاتٍ ومعانٍ عميقة، من قبيل المَأْسَسَة الفعالة والنَمْذَجة الإيجابية، وما توحي به صيغ التعامل المحوكم من التدبير الجيد والتسيير الرشيد والأداء الشفاف والغاية ذات المصداقية والرؤية المتسمة بالنجاعة والكفاية. هكذا، ومن أجل ضمان فعل جمعوي يتسم بالريادة، والتأسيس لأخلاق جمعوية سامية، فإنه من المفروض على التنظيمات الجمعوية الأخذ بالمبادىء الكبرى والقيم الأساسية للحكامة الجيدة، والحرص على تطبيقاتها العملية، من حيث هياكلها من جهة، ومن حيث تسييرها من جهة ثانية.
يعتبر قطاع غزة جزءًا لا يتجزأ من أراضي فلسطين التي انتهى عنها الانتداب البريطاني بتاريخ 15 / 05 / 1948، حيث كان من نتائج حرب عام 1948م أن ظل قطاع غزة تحت السيادة العربية الفلسطينية مع خضوعه لرقابة وحماية القوات المصرية في فلسطين، في حين خضعت الضفة الغربية لحكم المملكة الأردنية وذلك حتى الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية في يونيو 1967م. بحيث أصبحت فلسطين أراضي محتلة واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بموجب المادة (42) من اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية، الصادرة في لاهاي 18 / تشرين الأول / 1907م، وقد نصت هذه المادة على ما يلي: "تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي يمكن أن تمارس فيها هذه السلطة بعد قيامها"، وينطبق ما جاء في نص المادة المذكورة على واقع الأراضي الفلسطينية، حيث قامت القوات الإسرائيلية بشن حرب عدوانية عام 1967م تمكنت فيها من احتلال الأراضي الفلسطينية، وتولت مهمة إدارة هذه الأراضي بإقامة إدارة عسكرية، ولهذا الغرض تولى (حاييم هيرتسوغ) السلطات الثلاثة التشريعية، والتنفيذية، والقضائية؛ وذلك بموجب البلاغ العسكري الثاني الذي أصدرته إسرائيل مباشرة عند احتلالها الأراضي الفلسطينية، وأعلنت في البلاغ الثالث الذي صدر عشية الاحتلال أنها ستقوم بتطبيق اتفاقيات جنيف، فقد جاء في المادة (35) من البلاغ الثالث: (... ينبغي للمحاكم العسكرية ورجالها تطبيق أحكام معاهدة جنيف المؤرخة في (12 / آب / 1949م بخصوص حماية المدنيين أثناء أيام الحرب، بصدد كل ما يتعلق بالإجراءات القضائية، وإذا وجد تناقض بين هذا الأمر وبين المعاهدة المذكورة تكون الأفضلية لأحكام المعاهدة) [1].
مقدمة:
إن سؤال التجلي يظل سؤالاً محوريًا في هذه الدراسة، باعتبارها دراسة تتوخى إماطة اللثام عن الإرهاصات الأولية لتجلى مفهوم "الحكامة"، ومدى تبلور أبعاده وانبثاق مبادئه ببلادنا، وهي الإرهاصات التي تجعل من نمط الحكامة بالمغرب نمط حكامة في حالة انتقال، أو ما يمكن تسميته بـ"الحكامة الإنتقالية"، باعتبار المغرب لا يعيش في الوقت الحالي تجسيدًا حقيقيًّا للحكامة، بأبعادها الإيجابية المتعددة، حكامة ممأسسة، قائمة الوجود - رغم تأكيد دستور 2011 على دسترة آلياتها، كخطوة أولى نحو ترسيخ أسسها ومبادئها في عمق التحول السياسي، الذي ما فتئت تعرفه بلادنا - وإنما يعيش في ظل التأسيس لنظام "حكامة" انتقالي/إرهاصي يعرف مخاضات النشأة والتبلور والتحول من حكامة سيئةMauvaise Gouvernance) ) إلى حكامة جيدة .(Bonne Gouvernance)
غمغمات مُغتمة، وجعجعة كبيرة تصلصل في آخر عامين أو ثلاثة، وها هي تزداد اليوم مع تعاظم موجة الأعمال الأدبية التي لا تصل إلى الحد الأدنى من الجودة التي يتوقعها الوسط الثقافي. ورغم صعوبة تعريف الحد الأدنى للجودة، وصعوبة تحديد تخوم الوسط الثقافي، إلا أن المراقب سيشعر باستياء، ليس في هذا الوسط وحسب، بل حتى في أوساط أخرى لا تقرأ الأدب بالضرورة، لكن من يهمها أمرهم (أبناؤهم مثلا أو طلابهم) يفعلون. هذا ليس مقام التبرّم، وليس مقام العويل، هذا مقام التشخيص.
س: ما هي الأعراض؟
ج: أعمال أدبية مكتوبة بالعامية الفجّة، أو بلغة فصحى متواضعة وأحيانا سوقية ومليئة بالأخطاء اللغوية. القضايا ضحلة وعاطفية في معظمها، والمعالجة الأدبية ركيكة. باختصار، شروط العمل الأدبي معدومة أو تكاد. هذه ليست ظاهرة جديدة (هل نسيتم روايات عبير مثلا؟)، ولا يجب أن تثير قلق أحد إلا إذا علمنا أن هذه الأعمال تنال شعبية هائلة، شعبيةً لم تنلها الأعمال الرصينة قط!
لأننا عرب تقبلنا هذا الدين وكلفنا به وسفكت دمائنا من أجله ،لهذا نجد الجاحدين لحقوقنا يجعلون من القومية العربية باب من أبواب العنصرية إلى أن نتهم بالكفر ،ولا يفرق الأعجمي الذي يحسدنا على هذه الدماء النقية بين العربي الذي كان في الجزيرة العربية بين البادية والحضر الذي تحول داعية الى هذا الدين ويرميه بالتخلف ونسى بأننا أصحاب الرسالة الألهية وهذا في قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7))الآية 7 سورة الشورى تلك القبائل المتناحرة في الجاهلية يبعث فيها نبي عربي لا يجيد القراءة ولا الكتابة ، ولا تمر ثلاث وعشرون سنة حتى تتشكل دولة أسلامية لم يعرف التاريخ مثيل لها ،تلك السنوات التي لم يختلط فيها الدم العربي بالأعاجم كانت سنوات النقاء بين العرب ، وكانت شمس الحكمة تجعلهم أبطالا وملوك وأمراء لم يكن في تلك الحقبة داعي لتفسير القرآن فالكل يفهمه بالسليقة ،لكن الأعاجم من الفرس تطاولوا على العروبة يقول محمد عمارة في كتابه الإسلام والعروبة (فالشريعة الإسلامية ، التي نزل بها وحي الله ،فقد نزلت على محمد بن عبد الله : العربي ....معجزة هذا الدين وآيته الكبرى ،وهي القرآن الكريم جاءت بلسان عربي مبين .....بل وعلى محو من البلاغة والإعجاز جعل محاكاتها مستعصية على بلغاء العرب ،على مر التاريخ كما جعل فهمها ووعيها وفقهها مستعصيا بأية لغة أخرى غير العربية ،فإذا كانت ترجمة معاني القرآن مجدية في فهم بعض هذه المعاني ،فان ترجمة نصه إلى أية لغة أخرى يشوه هذا النص ويذهب بما لألفاظه من معان ودلالات وإيحاءات )1 ويعرف
الصفحة 56 من 432