- الأب : إنك لا تعرف يا خالد كم عانيت من أجلكم !
- خالد : متى ستأتي يا والدي ؟ لا تنس اتفاقنا فقد بلغت أمس عشرين عاما .
- الأب : لقد ذكرتني يا خالد، عشرين عاما؟ هل يعقل هذا ؟ تبعثرت عشرون عاما في هذه الغربة؟ أتذكر يوم بشرني صديقي بأن اسمي وقع في القرعة؛ للعمل بالخليج معلما، لقد كنت ابن شهرين يا خالد، كانت البراءة مرسومة على ملامحك، والنبوغ يشع من عينيك.
" تراتيلٌ في محراب سارّه الروح "
كومةٌ من النور هي !
تتساقط على الروح, كنُدف الثلج على شجر الخريف
تشعُ بفتنة نوار البراري المُبلل بالماء
ترفلُ بفستانٍ صُنع من أكاليل غيمات
تتهادى على جبهة الكون, كسفيرة بياض !
تجترُ أذيال جنةٍ ملائكية من صوغ السماء
تمضي وتقول " أُحبُ كل الناس, كل الناس ".
-1-
" رغبة / حُلم "
- سأطرزه بريشة قوس قُزح, ليُبهج ناظريّ !.
مليئاً بتلاوين سماويّه لا تشبه أي زخارف أرضيّه.
-من خلف الكواليس ثرثرة -
ويحكم, ويحكم, ثم ويحكم !
يا شياطين الأدب !!
-1-بثيابٍ رثّة غسّلتها للتّو في النهر
وشعر غجري يصطبغُ بمعاناتها
جلست على قارعه طريقٍ مُتهالك
ترقبُ العابرين من هنا..ا
الأبطال وحدهم يظهرون على خشبة المسرح
وغيرهم يرتدون الاقنعه خلف الستار.
في زاوية الصالة الكبيرة جلست وفاء على كرسيها المُتحرك وهي تنظر إلى حفيدتيها بنظراتٍ تفيضُ حنيّة ًوسعادة, كانتا كالعصفورتين مبتهجتين بقدوم الربيع, تتحركان بخفةٍ ومرح في زوايا المنزل, وتنشران أريج السرور في كل شبرٍ منه, كانتا تجهزان لحفل ذكرى ميلادهما السابعة عشر, وتتأكدان من أن كل شيءٍ مستعدٌ للاحتفال والفرح, الشموع تتوج الكعكة, وأوراق الزينة الملونة تلفُ أذرعتها حول الجدران, والطعام بأصنافه وأنواعه يربض فوق الطاولة, والضيوف على وشك الوصول.
الصفحة 13 من 35