الباب يطرق.. الأم تنادي افتحوا الباب إنها طرقات أبيكم المعتادة
تنطلق البنت الصغرى كالسهم
تفتح الباب وترتمي بحضن والدها الذي انحنى لها بصعوبة
أهلا ياصغيرتي
فتبادره بسؤال فوري الم تقل إنك ذاهب لتصلي العصر في المسجد القريب فلماذا تأخرت إذا ؟أمي أعدت الشاي والكعك ونحن ننتظرك
فقال لها يمازحها اسف ولن افعلها ثانية ؟
يقف أمام المرآة، يهتم بترتيب هندامه وتمشيط شعره، قبل أن يقذفه الهم نحو رحلة مملوءة بالتعب والمعاناة...هذا يومه الخامس منذ عودته من " دبـي "...لم ينم جيدا سوى ساعتين فقط..ليودع بذلك أيام الراحة والهدوء...بل آذاه انقطاع الكهرباء وأصوات الرصاص ...أشعلت القذائف سماء بغداد... لتشتعل في داخله نيران الأرق...يبتلعه الظلام الدامس ...يدثره السواد...ويزيد خوفه وحشة المكان.
أذكر جيدا قصة حبي الأول: كيف تخليت عن نفسي للحلول في الحبيبة، وكيف قدمت نفسي قربانا للحبيبة، وكيف صارت الحبيبة مع توالي الأيام ترى القربان واجبا يوميا عليَّ تقديمُه.أتذكر جيدا قصة حبي الأول لأن فشلها عجل بدخولي عالم الدين الذي انتشلني من الانتحار والإدمان والاكتئاب والانهيار الشامل.
الصفحة 12 من 35