لم أجد أي دار عرض في الإسكندرية، تعرض "سجين أزكابان"، وهو الجزء الثالث من سلسلة روايات وأفلام "هاري بوتر" لمؤلفته الكاتبة الإنجليزية ج. ك. رولينج، وبالبحث وجدت دار عرض وحيدة بالقاهرة، تعرض هذا الفيلم، موجودة بالسوق المركزي التجاري لأحد الفنادق الكبرى في وسط البلد.
كنت قد قرأت الترجمة العربية لهذا الجزء في الصيف الماضي، والتي قام بها أحمد حسن محمد، وصدرت عن دار نهضة مصر، لذا حرصت على مشاهدة الفيلم لأطابقَ بينه وبين ما قرأته في الترجمة العربية
لمَّا دخل " عودة " من باب الخيمة ، ألقى السلام ، وانحنى علي يد أبيه يقبل ظاهرها ، وجلس أمامه . كان أبوه الشيخ " سالم " قد دعاه .. فقال :
ـ خيراً يا أبي ؟ " .
كان الليل شتاءً صافياً إلاَّ من بعض النسمات التي تعبث بشعر الخيمة القائمة علي دعائم خشبية قوية ..
ـ " اشرب الشاي يا عودة الأول " .
مدَّ " عوده " يده صوب ركية النار ، وأحس الدفء الصاعد من الجمرات الصاحية ، وحمل البكرج في يد ، وصبَّ الشاي في الكوب بيده الأخرى ، ثم أعاده . رشف أول رشفة بصرير واضح ، وعلي رشفات الشاي الساخن ، سأل الشيخ " سالم " ولده عم من يهوى قلبه من بنات القبيلة كي يخطبها له ، فلقد قرر تزويجه :
ـ " لقد صرت رجلاً يا عوده " .
ـ " أنا لا أريد الزواج الآن يا أبي " .
قفزتْ أمامي معلقةُ شاي صغيرة، إثر صوت ارتطام صاروخ سكود بمبنى الأحوال المدنية بشارع الوشم. كنت وقتها مع أسرتى في الحجرة التي أعددناها للاختباء من الغازات الكيماوية التي من المحتمل أن تحملها رأس الصاروخ. قامت زوجتي ببلل بعض الملاءات ونشرناها على الشباك الوحيد المغلق والمطل على المنور الجانبي بعمارة المعجل بشارع البطحاء. وقمت بتجهيز الكمامات الواقية التي استلمتها من الشركة التي أعمل بها.
عند ارتطام الصاروخ بالمبنى البعيد، أحسسنا أن عمارة المعجل ترقص وتهتز بشدة، ونحن بداخلها، نتفجر رعبا. ومذيع التلفزيون يقرأ الفاتحة ويترحم، ويطلب من الله تخفيف القضاء. كنا نتابع أحوال الدنيا وأحوال أم المعارك من التلفزيون الذي ظل يبث إرساله رغم أن صاروخ سكود كان يقصد مبناه، ولم يكن يقصد مبنى الأحوال المدنية.
قلنا : نلعب فرقة لفرقة . وكنا ستة صبيان ، قسمنا أنفسنا إلى فريقين : إسماعيل وإبراهيم وأنا في فريق وعلي وحسين وسيد في فريق ، اعترضت في البدء على هذه التقسيمة ، أنا لا أحب إسماعيل ولا أحب اللعب معه ، وإبراهيم يكبرني بثلاث سنوات ، كان يضربني في المقاومة اليدوية ويقول للخولى الواقف أمامنا أنني ورائي علامة فيضربني هو الآخر والشمس حارقة وعلامة واحدة تترك الأرض دوداً ، لم أعد اذهب الآن ، كان فريقنا هو الأقوى ولذلك تراجعت ووافقت على اللعب كنت أفضل أن أكون مع سيد .
حظة خروجي من القطار .. توقعت أن أجد ضباط الشرطة بنجومهم الذهبية في انتظاري .. أخذت أحدِّق في الملابس والوجوه والأكتاف الواقفة ..
لمحتُ ضابط شرطة بثلاث نجوم على بعد ثلاثة أمتار ..
قلتُ لنفسي: هذا هو النقيب الذي سيقبضُ عليَّ ..
نظرتُ إلى السماء فارتطمت نظراتي بسقف المحطة الحديدي، فتصنعت التماسك والهدوء.. عندما اقتربتُ منه حاولتُ أن أشيح بنظراتي عنه إلى أن يتقدم هو ويسألني: هل أنت فلان؟
رأيتُه يسرع نحوي .. تجاوزني .. تجاوزته والتقطتُ بعض أنفاسي ..
امتلكت خيالا خصبا لرسم حكايات لاشخاص يفقدون بهائهم امام اصرارها لرسم الحكايات كما تتمنى.
كبرت القصص المحكية في خيال الحاجة هادية كما اشتهت ، وتتفتح لدى ذهنها الانثوي ، مشاعر متناقضة .
جلست تراقب صحن الدار الخالية بعد ان طارت ابنتها برفقة زوجها لدولة غنية تحمل فرحها .
استيقظ السندباد من نومه بعد سبات طويل وشعر بتثاقل في أعضائه وارتخاء في مفاصله ودعا اليه حاشيته وقال: لا بد من رحلة ثامنة نستعيد فيها نشاطنا، ونجدد أعمالنا وتجارتنا. وأضاف: لقد اشتاقت نفسي لركوب الأهوال وامتطاء المخاطر ورؤية غرائب البلدان وعجائب الأمم . وبعد عدة أيام عاد اليه الحاجب وأخبره بأنه استأجر سفينة وهيأ البضائع وحمّل النفيس منها، مما غلى ثمنه، وخفّ حمله ودعاه إلى النزول إلى حجرته في السفينة ليبدأوا رحلتهم الثامنة.